الكرب أو في الكرب ، الله الله ربّي لا أشرك به شيئا» (١) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه ، وأخرجه الطبرانيّ في كتاب «الدعاء» ، انتهى من «السلاح» ، ثم قال تعالى لنبيه : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ) المعنى يكادون من الغيظ والعداوة يزلقونه فيذهبون قدمه من مكانها ، ويسقطونه ، قال عياض : وقد روي عن ابن عبّاس أنه قال : كلّ ما في القرآن : «كاد» فهو ما لا يكون ، قال تعالى : (يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ) [النور : ٤٣] ولم يذهبها و (أَكادُ أُخْفِيها) [طه : ١٥] ولم يفعل ، انتهى ؛ ذكره إثر قوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) [الإسراء : ٧٣]. وقرأ الجمهور : «ليزلقونك» / ـ بضمّ الياء ـ من : أزلق ، ونافع بفتحها (٢) ، من : زلقت الرجل ، وفي هذا المعنى قول الشاعر : [الكامل]
يتقارضون إذا التقوا في مجلس |
|
نظرا يزلّ مواطىء الأقدام (٣) |
وذهب قوم من المفسرين على أن المعنى : يأخذونك بالعين ، وقال الحسن : دواء من أصابته العين أن يقرأ هذه الآية (٤) ، والذّكر في الآية : القرآن.
__________________
(١) أخرجه أبو داود (١ / ٤٧٧) ، كتاب «الصلاة» باب : في الاستغفار (١٥٢٥) ، والنسائي (٦ / ١٦٦) ـ «الكبرى» ، كتاب «عمل اليوم والليلة» باب : ما يقول إذا غلبه أمر (١٠٤٨٤ / ٢٢ ـ ١٠٤٨٥ / ٢٣) ، وابن ماجه (٢ / ١٢٧٧) ، كتاب «الدعاء» باب : الدعاء عند الكرب (٣٨٨٢) ، وأحمد (٦ / ٣٦٩)
(٢) ينظر : «السبعة» (٦٤٧) ، و «الحجة» للقراء السبعة (٦ / ٣١٢) ، و «إعراب القراءات» (٢ / ٣٨٢) ، و «حجة القراءات» (٧١٨)
(٣) البيت في «الكشاف» (٤ / ٥٩٧) ، و «البحر المحيط» (٨ / ٣١١) ، والقرطبي (١٨ / ١٦٦) ، و «المحرر الوجيز» (٥ / ٣٥٤) ، «اللسان» (زلق)
(٤) ذكره البغوي (٤ / ٣٨٥) ، وابن عطية (٥ / ٣٥٥)