وتعظيمهم لهم ، قال الثعلبيّ : قال محمّد (١) بن علي الترمذي : يعني ملك التكوين إذا أرادوا شيئا كان ، انتهى.
* ت* : وجميع ما ذكر داخل في الملك / الكبير ، وقرأ نافع وحمزة : «عاليهم» وقرأ الباقون (٢) : «عاليهم» بالنصب ، والمعنى : فوقهم ، قال الثعلبيّ : وتفسير ابن عبّاس قال : أما رأيت الرجل عليه ثياب يعلوها أفضل منها (٣) ، انتهى ، وقرأ حمزة والكسائيّ : «خضر وإستبرق» بالخفض فيهما (٤) ، وباقي الآية بيّن.
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (٢٣) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (٢٤) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٢٥) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً)(٢٦)
وقوله سبحانه : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ...) الآية تثبيت للنبي صلىاللهعليهوسلم وتقوية لنفسه على أذى قريش ، والآثم هنا هو الكفور ، واللفظ أيضا يقتضي نهي الإمام عن طاعة آثم من العصاة أو كفور بالله ، ثم أمره تعالى بذكر ربه دأبا (بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَمِنَ اللَّيْلِ) : بالسجود والتسبيح الذي هو الصلاة ، ويحتمل أن يريد قول : سبحان الله ، قال ابن زيد وغيره : كان هذا فرضا ثم نسخ (٥) ، وقال آخرون : هو محكم على وجه الندب ، وقال ابن العربيّ في «أحكامه» : أمّا قوله تعالى : (وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) فإنّه عبارة عن قيام الليل ، وقد كان النبي صلىاللهعليهوسلم يفعله كما تقدم ، وقد يحتمل أن يكون هذا خطابا للنبيّ صلىاللهعليهوسلم ، والمراد الجميع ، ثم نسخ عنّا ، وبقي عليه صلىاللهعليهوسلم ، والأول أظهر ، انتهى.
(إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (٢٧) نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً)(٢٨)
__________________
(١) في د : مجاهد.
(٢) وقرأ بها أبان عن عاصم.
ينظر : «السبعة» (٦٦٤) ، و «الحجة» (٦ / ٣٥٤) ، و «إعراب القراءات» (٢ / ٤٢٢) ، و «معاني القراءات» (٣ / ١٠٩) ، و «شرح الطيبة» (٦ / ٨٨) ، و «العنوان» (٢٠١) ، و «حجة القراءات» (٧٣٩) ، و «شرح شعلة» (٦١٦) ، و «إتحاف» (٢ / ٥٧٨)
(٣) ذكره ابن عطية (٥ / ٤١٤)
(٤) ينظر : «السبعة» (٦٦٥) ، و «الحجة» (٦ / ٣٥٧) ، و «إعراب القراءات» (٢ / ٤٢٢) ، و «معاني القراءات» (٢ / ١٠٩) ، و «شرح الطيبة» (٦ / ٨٨ ـ ٨٩) ، و «حجة القراءات» (٧٤٠) ، و «شرح شعلة» (٦١٦) ، و «إتحاف» (٢ / ٥٧٨)
(٥) ذكره القرطبي (١٩ / ٩٧) ، وأبو حيان في «البحر المحيط» (٨ / ٣٩٣) ، وابن عطية (٥ / ٤١٤)