معا ، وعبارة الثعلبي : قال الحسن عسعس الليل : أقبل بظلامه ، وقال آخرون : أدبر بظلامه ، ثم قال : والمعنيان يرجعان إلى معنى واحد ، وهو ابتداء الظلام في أوله وإدباره في آخره ، انتهى ، ، وتنفّس الصبح ، اتّسع ضوءه ، والضمير في «إنه» للقرآن ، والرسول الكريم في قول الجمهور ؛ هو جبريل* ع* وقال آخرون : هو النبي صلىاللهعليهوسلم في الآية كلّها ، / والقول الأول أصحّ ، و (كَرِيمٍ) صفة تقتضي رفع المذامّ ، و (مَكِينٍ) معناه : له مكانة ورفعة ، وقال عياض في «الشفا» في قوله تعالى : (مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) : أكثر المفسرين على أنّه نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوسلم ، انتهى ، قال* ع (١) * : وأجمع المفسرون على أن قوله تعالى : (وَما صاحِبُكُمْ) يراد به النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، والضمير في (رَآهُ) لجبريل* ع* وهذه الرؤية التي كانت بعد أمر غار حراء ، وقيل : هي الرؤية التي رآه عند سدرة المنتهى.
(وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)(٢٩)
وقوله تعالى : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) بالضاد بمعنى : ببخيل تبليغ ما قيل له ؛ كما يفعل الكاهن حين يعطى حلوانه ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ : «بظنين» بالظاء (٢) ، أي : بمتّهم ، ثم نفى سبحانه عن القرآن أن يكون كلام شيطان على ما قالت قريش ، و (رَجِيمٍ) أي : مرجوم.
وقوله تعالى : (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) توقيف وتقرير والمعنى : أين المذهب لأحد عن هذه الحقائق والبيان الذي فيه شفاء ، (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ) أي : تذكرة ، * ت* : روى الترمذيّ عن ابن عمر قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنّه رأي عين ؛ فليقرأ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) و (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) ، و (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ)» قال أبو عيسى : هذا حديث حسن ، انتهى.
__________________
(١) ينظر : «المحرر الوجيز» (٥ / ٤٤٤)
(٢) ينظر : «السبعة» (٦٧٣) ، و «الحجة» (٦ / ٣٨٠) ، و «إعراب القراءات» (٢ / ٤٤٦) ، و «معاني القراءات» (٣ / ١٢٤) ، و «العنوان» (٢٠٤) ، و «حجة القراءات» (٧٥٢) ، و «شرح شعلة» (٦٢٠) ، و «إتحاف» (٢ / ٥٩٢)