فهي عبارة على أنّه يفعل كلّ شيء ، أي : يبدىء كل ما يبدأ ويعيد كلّ ما يعاد ، وهذان قسمان يستوفيان جميع الأشياء (١) ، و (الْجُنُودِ) الجموع ، و (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ) في موضع خفض على البدل من الجنود ، ثم ترك القول بحاله ، وأضرب عنه إلى الإخبار بأن هؤلاء الكفار بمحمّد وشرعه ؛ لا حجة لهم ولا برهان ؛ بل هو تكذيب مجرّد سببه الحسد ، ثم توعّدهم سبحانه بقوله : (وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ) أي : عذاب الله ونقمته من ورائهم ، أي : يأتي بعد كفرهم وعصيانهم ، وقرأ الجمهور : «في لوح محفوظ» بالخفض صفة ل «لوح» وقرأ نافع (٢) : «محفوظ» بالرفع ، أي : محفوظ في القلوب لا يدركه الخطأ والتبديل.
__________________
(١) ذكره ابن عطية (٥ / ٤٦٢)
(٢) ينظر : «السبعة» (٦٧٨) ، و «الحجة» (٦ / ٣٩٦) ، و «إعراب القراءات» (٢ / ٤٥٨) ، و «معاني القراءات» (٣ / ١٣٦) ، و «شرح الطيبة» (٦ / ١٠٦) ، و «العنوان» (٢٠٦) ، و «حجة القراءات» (٧٥٧) ، و «شرح شعلة» (٦٢١) ، و «إتحاف» (٢ / ٦٠١)