نصيبك ممّا تجمع الدّهر كلّه |
|
رداءان تلوى فيهما وحنوط (١) |
ثم أخبر تعالى أن عليه هدى الناس جميعا ، أي : تعريفهم بالسّبل كلّها ، وليست هذه الهداية بالإرشاد إلى الإيمان ، ولو كان ذلك لم يوجد كافر ، قال البخاريّ : «تلظّى» : توهّج وقال الثعلبيّ : تتوقّد ، وتتوهّج ، انتهى.
(لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضى)(٢١)
وقوله سبحانه : (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى) المعنى : لا يصلاها صلي خلود ، ومن هنا ضلّت المرجئة ؛ لأنها أخذت نفي الصلي مطلقا ، ولم يختلف أهل التأويل أن المراد بالأتقى إلى آخر السورة / أبو بكر الصديق ، ثم هي تتناول كلّ من دخل في هذه الصفات ، وباقي الآية بيّن ، ثم وعده تعالى بالرّضى في الآخرة وهذه [عدة] لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ.
__________________
(١) البيت في «البحر المحيط» (٨ / ٤٧٨) ، و «المحرر الوجيز» (٥ / ٤٩١) ، و «الدر المصون» (٦ / ٥٣٥)