ذلك مبالغة ، وذهب كثير من العلماء إلى أنّ مع كلّ عسر يسرين بهذه الآية ، من حيث إنّ العسر معرّف للعهد واليسر منكّر فالأول غير الثاني ، وقد جاء في هذا التأويل حديث عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «لن يغلب عسر يسرين» (١) ، ثم أمر تعالى نبيّه إذا فرغ من شغل من أشغال النبوّة والعبادة أن ينصب في آخره ، والنصب : التعب ، والمعنى : أن يدأب على ما أمر به ولا يفتر ، وقال ابن عبّاس : إذا فرغت من فرضك فانصب في التّنفّل عبادة لربك (٢) ، ونحوه عن ابن مسعود وعن مجاهد : «فإذا فرغت من العبادة فانصب في الدعاء» (٣).
وقوله تعالى : (وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) : أمر بالتوكل على الله ـ عزوجل ـ وصرف وجوه الرغبات إليه لا إلى سواه.
__________________
(١) تقدم.
(٢) أخرجه الطبري (١٢ / ٦٢٨) ، (٣٧٥٤٢) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٤٩٧) ، وأبو حيان (٨ / ٤٨٤) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦١٧) ، وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه الطبري (١٢ / ٦٢٨) ، (٣٧٥٤١) عن ابن عبّاس ، وذكره البغوي (٤ / ٥٠٣) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٥٢٦) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦١٧) ، وعزاه لابن أبي الدنيا.