الله عذرهم وأخبرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم ، انتهى ، وفي البخاريّ عنه صلىاللهعليهوسلم «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا» وهكذا قال في الذين حبسهم العذر ، انتهى ، قال ـ ص ـ : (إِلَّا الَّذِينَ) قيل : منقطع بناء على أنّ معنى (أَسْفَلَ سافِلِينَ) : بالهرم وذهول العقل ، وقيل متصل بناء على أنّ معناه في النار على كفره ، انتهى ، قال* ع (١) * : وفي حديث / عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا بلغ المؤمن خمسين سنة خفّف الله حسابه ، فإذا بلغ ستّين ؛ رزقه الإنابة إليه ، فإذا بلغ سبعين أحبّه أهل السّماء ، فإذا بلغ ثمانين كتبت حسناته وتجاوز الله عن سيئاته ، فإذا بلغ تسعين غفرت ذنوبه وشفع في أهل بيته وكان أسير الله في أرضه ، فإذا بلغ مائة ولم يعمل شيئا كتب له مثل ما كان يعمل في صحّته ولم تكتب عليه سيئة» (٢) ، وفي حديث : «إن المؤمن إذا ردّ إلى أرذل العمر كتب له خير ما كان يعمل في قوّته» (٣). وذلك أجر غير ممنون ، ثم قال سبحانه إلزاما للحجّة وتوبيخا للكافر : (فَما يُكَذِّبُكَ) أيها الإنسان ، أي : فما يجعلك أن تكذّب بعد هذه الحجة بالدين ، وقال قتادة : المعنى : فمن يكذّبك يا محمّد ، فيما تخبر به من الجزاء والحساب (٤) ، وهو الدين ، بعد هذه العبر ، ويحتمل أن يريد (بِالدِّينِ) جميع دينه وشرعه ، وروي عن قتادة أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا قرأ (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) قال : بلى ؛ وأنا على ذلك من الشاهدين ، قال ابن العربي في «أحكامه» : روى الترمذيّ وغيره عن أبي هريرة ، أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا قرأ أحدكم (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) فليقل : بلى (٥) ؛ وأنا على ذلك من الشاهدين» ومن رواية عبد الله : «إذا قرأ أحدكم أو سمع : (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) [القيامة : ٤٠] فليقل : بلى» (٦) انتهى ، * ت* : وهذان الحديثان ، وإن كان قد ضعّفهما ابن العربيّ فهما مما ينبغي ذكرهما في فضائل الأعمال ، والله الموفق بفضله وكرمه.
__________________
(١) ينظر : «المحرر الوجيز» (٥ / ٥٠٠)
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) تقدم.
(٤) ذكره ابن عطية (٥ / ٥٠٠)
(٥) تقدّم تخريجه.
(٦) تقدّم تخريجه.