ابن عبّاس (١) ، «واحدها «مقلاد» ك «مفتاح» ، وقال عثمان بن عفّان : سألت النبيّ صلىاللهعليهوسلم عن (مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فقال : «هي لا إله إلّا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن يحيي ويميت ، وهو على كلّ شيء قدير» (٢).
وقوله تعالى : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) قالت فرقة : المعنى : ولقد أوحي إلى كلّ نبيّ ؛ لئن أشركت ليحبطنّ عملك ، * ت* : قد تقدّم غير ما مرّة ، بأنّ ما ورد من مثل هذا ، فهو محمول على إرادة الأمّة لعصمة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وإنما المراد من يمكن أن يقع ذلك منه ، وخوطب هو صلىاللهعليهوسلم تعظيما للأمر ، قال ـ ص ـ : (لَيَحْبَطَنَ) جواب القسم ، وجواب الشرط محذوف ؛ لدلالة جواب القسم عليه ، انتهى.
(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (٧٠) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) (٧١) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)(٧٢)
وقوله تعالى : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) معناه وما عظّموا الله حقّ عظمته ، ولا وصفوه بصفاته ، ولا نفوا عنه ما لا يليق به ، قال ابن عبّاس : نزلت هذه الآية في كفّار قريش الذين كانت هذه الآيات كلّها محاورة لهم ، وردّا عليهم (٣) ، وقالت فرقة : نزلت في
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٢٢) برقم : (٣٠٢٠٥) عن ابن عبّاس ، وبرقم : (٣٠٢٠٦) عن قتادة ، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٨٦) ، وابن عطية في «تفسيره» (٤ / ٥٣٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٦٢٥) ، وعزاه لابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس ، والفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن مجاهد.
(٢) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٥٢٦) ، وعزاه إلى أبي يعلى ، ويوسف القاضي في «سننه» ، وأبي الحسن القطان في «المطولات» ، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٢٤) برقم : (٣٠٢٠٩) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤ / ٥٤٠) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٦٢) عن مجاهد.