صلىاللهعليهوسلم : «إنى لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجده ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». (٧) ولا خلاف بينهم فى جواز غير هذه الصيغة من الصيغ الواردة عن أهل الأداء سواء نقصت عن هذه الصيغة نحو : «أعوذ بالله من الشيطان» ، أم زادت نحو : «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم» إلى غير ذلك من الصيغ الواردة عن أئمة القراءة.
كيفيتها : يرى بعض الأئمة : أن المختار الجهر بالاستعاذة مطلقا ، وقيل : المختار الإسرار بها مطلقا. وقيل : الجهر بالتعوذ أفضل إذا كان بحضرة القارئ من يسمع قراءته ، لينصت السامع للقراءة ، وأما إذا لم يكن بحضرته من
يسمع ، أو كان ولكنه أراد أن يقرأ سرا ، فلا يطلب الجهر. وهذا المعنى هو الفارق بين القراءة فى الصلاة وخارجها (٨) ، فإن المختار فى الصلاة الإخفاء لأن المأموم منصت من أول الإحرام بالصلاة.
البسملة وحكمها
البسملة : مصدر بسمل إذا قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أو إذا كتبها فهى بمعنى القول أو الكتابة. ثم صارت حقيقة عرفية فى نفس (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وهو المراد هنا.
ولا خلاف بين العلماء فى أن البسملة بعض آية من سورة النمل ، كما أنه لا خلاف بين القراء فى إثباتها أول سورة «الفاتحة» سواء وصلت بسورة «الناس» أو ابتدئ بها ، لأنها وإن وصلت لفظا فهى مبتدأ بها حكما ، وقد أجمع القراء السبعة أيضا على الإتيان بها عند الابتداء بأول كل سورة سوى سورة «براءة» وذلك لكتابتها فى المصحف.
ويجوز لكل القراء الإتيان بالبسملة وتركها فى أواسط السور ، لا فرق فى ذلك بين سورة «براءة» وغيرها ، وذهب بعض العلماء إلى استثناء براءة فألحقها بأولها فى عدم جواز الإتيان بالبسملة فى أوسطها لأحد من القراء (٩).
الأوجه التى تجوز للقارئ فى الاستعاذة مع البسملة والسورة أربعة أوجه وهى :
١ ـ وصل الجميع : بمعنى : أن يصل الاستعاذة بالبسملة ووصل البسملة بالسورة.
٢ ـ قطع الجميع : بمعنى : عدم وصل الاستعاذة بالبسملة ، وعدم وصل البسملة بالسورة.
٣ ـ وصل الاستعاذة بالبسملة والوقف على البسملة ، ثم يبدأ فى قراءة السورة.
٤ ـ قطع الاستعاذة عن البسملة ، ووصل البسملة بالسورة.