وهو مطمئن النفس ، واثق من حصوله على حقوقه ، ومن درء الظلم والعدوان ، ونشر العدل والأمن.
وليس الإيمان باليوم الآخر صارفا للإنسان عن تحسين أحواله في الدنيا ولا يوجد تعارض بين العمل للآخرة والعمل لإصلاح الحياة الدنيا ، فطريقهما واحد ، والسعي لهما مشترك :
(رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ). (٣٥٠)
ولا يمكن إصلاح الدنيا وتحقيق سعادة الناس فيها ما لم يؤمنوا بأنها طريق يسافرون عليه للوصول إلى الدار الآخرة ، وما لم يتزودوا بالزاد الذي ينفعهم لذلك السفر الطويل قال تعالى : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ). (٣٥١)
وليس الإيمان بالقدر سببا لجعل الإنسان مستسلما للمصادفات ، ولا لجعله ضعيفا خاضعا للأقوياء ، ولا لجعله هائما حائرا كالريشة في مهب الريح ؛ بل يجعله قويا صامدا وشجاعا صابرا ومطمئنا راضيا ، ينصر الحق ويقاوم الظلم ، ويعمل الخير ، ويقمع الشر وبذلك تكون العقيدة الإسلامية أكبر عامل في التربية الروحية ، ويكون من الواجب الاعتماد عليها في كل تربية هادفة وفي كل إصلاح منشود.
* * *