وقد تشذ بعض العناصر عن القانون العلمي ؛ فالماء حين تنخفض حرارته فإن حجمه ينقص بحسب القانون العام. ولكنه حين يتجمد يزداد حجمه ، على عكس المائعات التي يقل حجمها حين تتجمد. ولهذا فإن الجليد يطفو على سطح الماء ، فإذا ما تجمدت البحار ، فإن الماء في أعماقها يبقى محتفظا بحرارته التي تسمح ببقاء الكائنات البحرية حية فيه.
وإذا ما ارتفعت الحرارة في الصيف ذاب الجليد. ولو لا ذلك لترسب الجليد في القاع ، ولما حصل على الحرارة التي تميعه ثانية.
خطوات الدرس النظري :
وإذا ما أردنا تعليم الطلاب درسا نظريا ، فأول خطوة هي التمهيد ، لينتبه الطلاب ، ويدركوا أهمية الدرس ، ويرغبوا فيه ، فيصبحوا مصغين إليه مستعدين لفهمه. قال الله تعالى :
(وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (٩٠)
لما كان المشركون لا يرغبون في الاستماع للقرآن ، وكانوا يحاولون صرف الناس عنه برفع أصواتهم باللغط من القول ، ووصف الله محاولتهم هذه بقوله :
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ). (٩١)
لما كانوا غير مهيئين لسماع القرآن ، فقد تنزلت بعض السور مبتدئة بألفاظ لم يكونوا يبدؤون كلامهم بها وهي الحروف المتقطعة ، مما لفت انتباههم ، وجعلهم يعجبون من أسلوبه ، ويستمعون إلى آياته.
وكان الرسول صلىاللهعليهوسلم يمهد للمسألة ، ويقربها من فهم السامع ، ويجعله في حالة مناسبة لتقبل حكمها قبل أن يبينه له ، بل كان يجعله يستنتج الحكم بنفسه.