عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن أعرابيا أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : إن امرأتي ولدت غلاما أسود ، وإني أنكرته
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هل لك من إبل؟ قال : نعم.
قال : فما ألوانها؟ قال : حمر
قال : هل فيها من أورق (٩٢)؟ قال : إن فيها لورقا.
قال : فأنى ترى ذلك جاءها؟ قال : يا رسول الله عرق نزعها.
قال : ولعل هذا عرق نزعه. ولم يرخص له في الانتفاء منه (٩٣).
والخطوة الثانية هي عرض أفكار الدرس بشكل متسلسل بحيث ينتقل مما تتقبله العقول بالبداهة إلى ما يحتاج إلى نظر وبرهان. ومن المقدمة إلى النتيجة.
وينبغي على المدرس أن لا يسرد الكلام سردا بل يتمهل فيه ويكرره ، ليسهل فهمه واستيعابه.
وقد روي أن كلام رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان فصلا ، يفهمه من سمعه وأنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم عنه.
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
«ما كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسرد سردكم هذا ، ولكنه كان يتكلم بكلام بين فصل ، يحفظه من جلس إليه (٩٤)»
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال :
«كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه» (٩٥)
وينبغي أن يكون صوت المدرس مناسبا ، فلا يرفعه زيادة على الحاجة ، ولا يخفضه خفضا يمنع طلابه من كمال الفهم فإن حضر ثقيل السمع ، فلا بأس بعلو صوته بقدر ما يسمعه. ويشير إلى اعتدال الصوت قوله تعالى :
(وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) (٩٦)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) (٩٧)
وروي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال :
«إن الله يحب الصوت الخفيض ، ويبغض الصوت الرفيع» (٩٨)