وكان من هدي الرسول صلىاللهعليهوسلم تغيير الاسم القبيح باسم حسن عن سعيد بن المسيب عن أبيه أن أباه جاء إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : ما اسمك؟ قال : حزن (١٠). قال : أنت سهل (١١)».
وذلك لأن الحزن ضد السهل ، وهو ما غلظ من الأرض ، ويدل على الشدة والصعوبة.
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن ابنة لعمر كانت يقال لها عاصية فسماها رسول الله صلىاللهعليهوسلم جميلة (١٢).
ويستحب أن تذبح شاة في اليوم السابع من عمر الطفل ، وأن يدعى الأقارب والأصحاب والجيران ليعلموا به ، ويحيطوه بعطفهم ورعايتهم ، أو أن يتصدق بلحمها على المساكين ، ويهدى للجيران والأرحام. وهذه الذبيحة تسمى بالعقيقة. ويستحب أن يحلق رأسه حينئذ ويتصدق بوزن شعره من الذهب أو الفضة ، وأن يلطخ رأسه بطيب كزعفران ، لأنه ينعش النفس :
عن سمرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«الغلام مرتهن بعقيقته ، تذبح عنه يوم السابع ، ويحلق رأسه ويسمى» (١٣).
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : عق النبي صلىاللهعليهوسلم عن الحسن بشاة ، وقال : يا فاطمة! احلقي رأسه ، وتصدقي بزنة شعره فضة. فوزناه ، فكان درهما أو بعض درهم (١٣).
ويستحب أن يختن الغلام في ذلك الحين.
وبعد ذلك ينبغي بر الأبناء وغمرهم بالعطف والرحمة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا! فنظر إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال : «من لا يرحم لا يرحم (١٤)»
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : جاء أعرابي إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : أتقبلون الصبيان! فما نقبلهم. فقال النبي صلىاللهعليهوسلم «أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة (١٥)».
وقال أسامة بن زيد ، رضي الله عنهما : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ، ويقعد الحسن على فخذه الآخر ، ثم يضمهما ، ثم يقول : اللهم ارحمهما فإني أرحمهما (١٦).