قوله تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ (١٢) وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ (١٣) ذلِكَ أَزْكى (١٤) لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها (١٥) وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَ (١٦) وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَ (١٧) أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ (١٨) أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ (١٩) أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ (٢٠) وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٢١)
وقد رخص الإسلام للمرأة أن تكشف عن رأسها وساعديها وساقيها أمام محارمها المذكورين في الآية السابقة لأنه يكثر اختلاطها بهم ، وقد تعيش معهم في بيت واحد. فلو أمرت بالستر أمامهم كما تفعل حين تخرج من البيت لوقعت في الحرج. وإذا كشفت هذه الأعضاء للقيام بأعمال المنزل. فلا يراها فيه أحد غيرهم ، ولا يخشى عليهم من الفتنة بها إذا نظروا إليها في تلك الحالة.
أما الرجل! فعمله خارج المنزل قد يجعله يكشف عن رأسه ويديه وساقيه ، وهو مرخص له في ذلك. وهذا الحكم يدل على يسر الإسلام وحكمته.
ومع أن الناس تعلموا صنع الألبسة الناعمة والجميلة إلا أن كثيرا من الذين لم يهتدوا بهدي هذا الدين ، ولم يتربوا بتربيته يكشفون ما أمر الله بستره من أجسامهم. وهم في ذلك يرجعون القهقرى ، ويفعلون كالإنسان البدائي الذي لم يكن يجد ما يستر به جسمه. وبهذا يبؤون بغضب من الله ، ويصبحون أتباعا للشيطان عدوهم الأول الذي حذرنا الله من غوايته :
(يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ). (٢٢)
وحثنا الإسلام على القيام بالتمرينات التي تزيد الجسم قوة ونشاطا. وللصلاة أثر ملموس في هذه الناحية ، فهي تجعل معظم عضلات الجسم تتحرك برفق مرات عديدة كل يوم ، مما يحفظ عليها مرونتها ، كما إنها تنشط الدورة الدموية بسبب تغير