أوضاع الجسم ما بين الركوع والسجود والقيام والجلوس والطهارة التي لا تصح الصلاة بدونها تجعل الجسم نظيفا ونشيطا. وتقيه شر كثير من الجراثيم والفطريات التي تعلق به ، فإذا اغتسل أو توضأ سقطت عنه.
ونهانا الإسلام عن التعرض للأوبئة والاختلاط بالمصابين بالأمراض السارية ، وشرع مبدأ الحجر الصحي ، وأمر بالتداوي.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها. وإذا وقع في أرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها» (٢٣)
وقال : «تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء» (٢٤).
وحرم الإسلام الانتحار والقتل بدون حق وإيقاع أي ضرر بالجسم. وشرع القصاص والجزاء العادل لمن يقدم على قتل غيره أو يتلف عضوا منه ، للمحافظة على سلامة الإنسان وحقه في الحياة.
ومن واجب القائمين على التربية في المدارس والمعاهد أن يولوا الناحية الجسمية لطلابهم العناية اللائقة. ويتم ذلك بقياس طول كل طالب ووزنه ، وملاحظة تناسب القياس مع سنه. ويعاد القياس مع كل سنة على الأقل ، مع تقديم الوصايا اللازمة إذا ظهر أي تأخر أو اضطراب في النمو. ويجب تقديم وجبه غذائية للطلاب تمنح أجسامهم العناصر التي تحتاج إليها. كما يجب أن يشرف عليهم لجنة طبية تفحص عيونهم وآذانهم وأسنانهم وسائر حواسهم وأعضائهم في أوقات معينة ، وتقدم العلاج لكل من يحتاج إليه ، ويجب تعليمهم العادات الصحية في طعامهم وشرابهم وعملهم وجلوسهم وأحوالهم كلها. ثم يجب أن تكون مقاعد الطلاب مناسبة لأجسامهم ، وأن تكون الغرف التي يدرسون فيها نظيفة وجيدة التهوية والتدفئة والإضاءة. وأن تكون التمرينات الرياضية التي يقومون بها مناسبة لأعمارهم وقواهم.
فإذا ما روعيت كل هذه الأمور نبتت الأجسام نباتا حسنا ، ونمت نموا سليما. وبذلك يصبح الإنسان قوي الجسم صحيح البنية ، وهذا ما يجعله يضطلع بالتكاليف الملقاة عليه ، ويقوم بالواجبات المطلوبة منه.