تغيرها بتقدم الحضارة ورقي المجتمع. ولذلك أصبحت التربية تسعى لجعل الإنسان يواجه الظروف المختلفة التي تمر عليه ، وتجعله يكتسب مرونة وقدرة على التفكير والتكيف مع الظروف الجديدة ، وإيجاد الحلول لكل المشاكل الطارئة ، وتجعله يبدع طرقا جديدة ، في إنجاز أعماله ، ويخترع أدوات حديثة تسهل عليه مهامه ، ويبتكر أجهزة معقدة تقوم بما لم يكن في الحسبان.
ولأن التفكير والعلم هما الزاد الذي يغذي العقل وينمي الذكاء ، فإن القرآن الكريم أمر بإعمال الفكر وتحصيل العلم ، وأثنى الله فيه على العلماء المفكرين والعقلاء الباحثين الذين يفكرون في السموات والأرض وينظرون إلى ما فيهما من أشياء محكمة الصنع ، ويعلمون ما تجري عليه الحوادث من نظام دقيق ؛ فيؤمنون بالله الواحد الذي خلق الكون ونظم الوجود قال سبحانه :
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَ (٢٦) فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٢٧)
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ(٢٨). الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ) (٢٩).
(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ. وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ. وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). (٣٠)
وبالمقابل ذم الله المعطلين لعقولهم وحواسهم ، والمتبعين لآبائهم اتباعا أعمى بدون تفكير وبغير برهان. قال سبحانه :
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا (٣١) عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) (٣٢).
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قالُوا