مع بعض هي وجه آخر للمادة. والالكترونات تدور حول النواة في ذرات كل العناصر بنصف سرعة الضوء تقريبا ، وكل واحد له مداره القريب أو البعيد من النواة ، كما تدور الكواكب حول الشمس ، ويدور القمر حول الكوكب التابع له ، والنجوم حول مركز المجرة التي تضمها. وهذا كله يدل بما لا يدع مجالا للشك على وحدانية الله عزوجل.
وليس لغير الله سلطة على أي جزء من هذا الكون ، وقدرة على التصرف المطلق فيه :
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ. بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً. إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً). (٦٧)
ولكن مع الاعتقاد بوحدانية الله تعالى قد يشرك المرء في وجدانه ومشاعره ، وذلك حين يخشى غير الله على حياته ، أو يطلب رزقه من غير خالقه وبغير الوسائل التي شرعها لطلبه ، أو يرجو النفع ودفع الضر من غيره.
فقد قدر الله الأعمار للأمم والأفراد :
(قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ) (٦٨)
والأجل لا يحول دونه أمنع الحصون :
(أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) (٦٩) وخروج الرجل إلى الجهاد لا يعرضه للوفاة إن لم تكتب له الشهادة :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٧٠)
وليس لأحد قدرة على منح الحياة أو سلبها إلا الله :
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً). (٧١)
وإذا تمكن الإنسان من قتل غيره فإنه في الحقيقة يقوم بفعل قدر له أن يؤدي