لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ). (١٦٩)
وبإرسال الرسل أقام الله الحجة على عباده ليؤمنوا به ويعبدوه :
(يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ). (١٧٠)
ولم يبق للناس عذر عند ربهم إن كفروا به وعصوه :
(رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً). (١٧١)
فقد حذرهم الله برسله من الغرور بالدنيا ومن غواية الشيطان ، وعهد إليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا.
(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ، وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ). (١٧٢)
تعريف الرسل وصفاتهم :
الرسل بشر يوحى إليهم ، ويكلفون بهداية الناس. وليس في الرسل طبيعة إلهية ، وليسوا من الملائكة ، ولا يختلفون عن البشر الآخرين في شيء من صفاتهم الجسمية. غير أنهم أفضل المخلوقات لصلاحهم وحسن أخلاقهم. ولذلك اصطفاهم الله وخصهم بالوحي. قال تعالى :
(اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ). (١٧٣)
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ). (١٧٤)
(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) (١٧٥)
(قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ). (١٧٦)
ولا بد من أن يكون الرسول صادقا ، حتى يصدقه الناس فيما يبلغهم إياه ويثقوا به. قال الله تعالى في بيان اتصاف الرسل بالصدق :