٤ ـ الإيمان بالرسل
الحاجة إلى الرسل :
احتاج الناس إلى هدي رب العالمين من أول وجودهم على ظهر هذه الأرض. ولم يترك الله خلقه يتخبطون في الظلام ، بل أنزل على المصطفين منهم ما يهديهم إلى الإيمان الصحيح والعقيدة الراسخة ، ويجعلهم يفعلون الخير ، ويتصفون بالخلق الفاضل ويقيهم من الفساد والضلال. قال تعالى :
(قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ). (١٦٣)
واحتاج الناس إلى الرسل ليعرفوا صفات ربهم ، ويعلموا مصيرهم بعد موتهم ، وليقوموا بعبادة الله على الوجه الذي يرضيه ، وينظموا حياتهم وعلاقاتهم على أساس الحق والعدل. قال تعالى :
(لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (١٦٤) وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ (١٦٥) وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ). (١٦٦)
واحتاجوا إليهم لتبليغهم هدي رب العالمين وتوضيحه وتبيينه وتفسيره :
(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ). (١٦٧)
واحتاجوا إلى الرسل أيضا ليجعلوهم قدوة لهم في سلوكهم ، وليتصفوا بصفاتهم ويتخلقوا بأخلاقهم قال الله تعالى آمرا بالاقتداء برسله :
(أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ). (١٦٨)
والرسل هم أعظم المربين للجنس البشري ، وهم أفضل المصلحين وأحسن المعلمين لأنهم يجتثون من النفوس ما علق بها من الأدران ، ويستأصلون من القلوب ما ران عليها من الخطايا ، ويغرسون فيها الأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة. وبالاقتباس من النور الذي جاؤوا به يصبح الناس علماء صالحين وحكماء مخلصين. قال تعالى :
(ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ