«الأنوار الجلاليّة» (١). وذكر جدّه ركن الدين هذا أيضا في كتابه «إرشاد الطالبين» (٢).
منزلته العلميّة :
يظهر علوّ مقامه في العلم ووفرة اطّلاعه من كثرة تصانيفه الرائعة في العلوم المختلفة ، من الفقه والتفسير والكلام ، جاء في مقدّمة نضد القواعد : كان مدقّقا في تحقيقاته ومتضلّعا في استنباطاته ، وكان من الذين سهروا الليالي وأحكموا الأصول المبادي ، جمعوا الفوائد ونضدوا القواعد ، ونقّحوا شرايع الإسلام وبيّنوا الحلال والحرام ، جوّدوا البراعة إلى تجريد البلاغة ، أسدوا الطالبين إلى صراط المسترشدين ، واستضاءوا من الأنوار الجلاليّة ، واستناروا من اللوامع الإلهيّة ، واستكشفوا الكنوز العرفانيّة من الآيات القرآنيّة والاحاديث النبويّة ، والآثار الولويّة (٣).
وقد وصفه كلّ من تعرّض لترجمته بأوصاف التحقيق والتدقيق ، وصرّحوا بكونه من العلماء المحقّقين ومن المتكلّمين المدقّقين. وفي تعبيراتهم عنه بالفاضل المقداد وفي الكتب الفقهيّة غالبا بالفاضل السيوريّ ، وفي اهتمامهم بآرائه ، ونظريّاته في المسائل الفقهيّة والمباحث الكلاميّة دلالة واضحة على إذعانهم لمقامه العلميّ الشامخ.
ما قيل فيه :
قال عنه الشيخ الحرّ العامليّ : كان عالما فاضلا متكلّما محقّقا مدقّقا (٤). وقال المحقّق التستريّ في «المقابس» : الفاضل الفقيه المتكلّم الوجيه المحقّق المدقّق النبيه ، جمال الدين وشرف المعتمدين (٥).
وقال صاحب الروضات : هو الذي يعبّر عنه في فقهيّات متأخّري أصحابنا بالفاضل
__________________
١ ـ أعيان الشيعة ١٠ / ١٣٤.
٢ ـ إرشاد الطالبين في شرح نهج المسترشدين : ٥٧.
٣ ـ نضد القواعد : ٧ (المقدّمة).
٤ ـ أمل الآمل : ٢ : ٣٢٥.
٥ ـ المقابس : ١٤.