تكلّم عيسى بن مريم على زعمك وقد كنت قبل ذلك نبيّاً.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّه ليس أمري كأمر عيسى بن مريم ، إنّ عيسى بن مريم خلقه الله عزوجل من اُمّ ليس له أب كما خلق آدم عليهالسلام من غير أب ولا اُمّ ، ولو أنّ عيسى حين خرج من بطن اُمّه لم ينطق بالحكمة لم يكن لاُمّه عذر من الناس وقد أتت به من غير أب وكانوا يأخذونها كما يؤخذ به مثلها من المحصنات ، فجعل الله عزوجل منطقه عذراً لاُمّه» (١) .
ـ ٧١ ـ
باب العلّة التي من أجلها قتل الكفّار زكريّا عليهالسلام
[ ١٣٠ / ١ ] أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي (٢) ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السّمرقندي ، قال : حدّثنا صالح بن سعيد الترمذي ، قال : حدّثنا عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن منبّه اليماني ، قال : انطلق إبليس يستقري (٣) مجالس بني اسرائيل أجمع ما يكونون ويقول في مريم ويقذفها بزكريّا عليهالسلام حتّى التحم (٤) الشرّ وشاعت الفاحشة على زكريّا ، فلمّا رأى زكريّا عليهالسلام ذلك هرب واتّبعه سفهاؤهم وشرارهم ، وسلك في واد كثير النبت حتّى إذا توسّطه انفرج له جذع شجرة فدخل فيه عليهالسلام وانطبقت عليه الشجرة ، وأقبل إبليس يطلبه معهم حتّى انتهى إلى الشجرة التي دخل فيها
__________________
(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩ : ٣٠٢ / ٦ ، و١٤ : ٣١٥ / ١٦.
(٢) في «ع ، ح» وحاشية «ش» : البراوذي.
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : قروت البلاد قرواً ، وقريتها ، واقتريتها واستقريتها ، إذا تتبعتها ، تخرج من أرض إلى أرض. الصحاح ٦ : ٤٦٨ / قرى.
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : التحم الحرب : اشتدّت. القاموس المحيط ٤ : ١٤٧.