ـ ٤٦ ـ
باب العلّة التي من أجلها قال يوسف لإِخوته :
( لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ) (١) للوقت ،
ويعقوب قال لهم : ( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) (٢)
[ ٨٦ / ١ ] حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني رضياللهعنه ، قال : حدّثناأحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم ، قال : أخبرنا المنذربن محمّد ، قال : حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم الخزّاز ، عن إسماعيل ابن الفضل الهاشمي ، قال : قلت لجعفر بن محمّد عليهالسلام : أخبرني عن يعقوب عليهالسلام لمّا قال له بنوه : ( يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) ، فأخّر الاستغفار لهم ، ويوسف عليهالسلام لمّا قالوا له : ( تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) (٣) .
قال : «لأنّ قلب الشابّ أرقّ من قلب الشيخ ، وكانت (٤) جناية ولد يعقوب على يوسف ، وجنايتهم على يعقوب إنّما كانت بجنايتهم على يوسف ، فبادر يوسف إلى العفو عن حقّه ، وأخّر يعقوب العفو؛ لأنّ عفوه إنّما كان عن حقّ غيره ، فأخّرهم إلى السحر ليلة الجمعة» (٥) .
__________________
(١) سورة يوسف ١٢ : ٩٢.
(٢) سورة يوسف ١٢ : ٩٨.
(٣) سورة يوسف ١٢ : ٩٢ و٩٣.
(٤) في «ج» : كان.
(٥) ذكر المصنّف ذيل الحديث في الفقيه ١ : ٢٧٢ / ١٢٤٠ ، وأورد ذيل الحديث