ترسل في غير سدد (١) ، كانت إمرة شحّت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرين ، ولنعم الحكم الله ، والزعيم محمّد صلىاللهعليهوآله.
دع عنك نهبا (٢) صيح في حجراته
وهلمّ الخطب في ابن أبي سفيان |
|
فلقد أضحكني الدهر بعد إبكائه |
ولاَ غَرْوَ إلاّ جارتي وسؤالها |
|
ألا هَلْ لَنا أَهْلٌ سئلت كذلك (٣) |
بئس القوم من خفضني ، وحاولوا الأدهان في دين الله ، فإن ترفع (٤) عنّا محن البلوى أحملهم من الحقّ على محضه ، وإن تكن الاُخرى فلا تأس
__________________
عنه ونزل على خالد بن التيهان ، فأغارت بنو خذيلة عليه وهو في جوار خالد ، فذهبوابإبله ، فلمّا أتاه الخبر ذكر ذلك لخالد ، فقال له : أعطني رواحلك ألحق عليها فأردّ إليك ، ففعل فركب خالد في أثر القوم حتّى أدركهم ، فقال : يابني خذيلة ، أغرتم على إبل جاري ؟ فقالوا : وما هو لك بجار ، قال : بلى والله ، وهذه رواحله ، فرجعوا إليه فأنزلوه عنهنّ وذهبوا بهنّ وبالإبل ، فقال امرؤ القيس القصيدة التي أوّلها :
فدع عنك نهباً صيح في حجراته |
|
ولكن حديث ما حديث الرواحل |
شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني ٣ : ٢٧٤.
(١) في «ن» : عن ذي نسب ، وفي «ج ، ل» : عن ذي مسد ، وفي حاشيتهما عن نسخة كما في المتن .
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : ومنه حديث عليّ عليهالسلام : «الحكم لله».
دع عنك نهباً صيح في حجراته |
|
......... |
هذا مثل للعرب يضرب لمن ذهب من ماله شيء ، ثمّ ذهب ما هو أجلّ منه ، وهو صدربيت لامرئ القيس :
فدع عنك نهباً صيح في حجراته |
|
ولكن حديثاً ما حديث الرواحل أي دع النهب |
الذي نهب من نواحيك ، وحدّثني حديث الرواحل وهي الإبل التي ذهبت بها ما فعلت. النهاية في غريب الحديث ١ : ٣٣٠.
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : لم يكن لي أهل فيعاونوني ليمكنني معارضتهم ومقاتلتهم ، أي : هل كان لي أهل ومعاون فتسألين عن ذلك. (م ق ر رحمهالله ١٠٨٥).
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي فإن يجتمعوا عليّ ويرتفع بيني وبينهم ما ابتلينا به من هذه المحن والإحن أسلك بهم محض الحقّ وإن أبوا إلاّ البقاء على ما هم عليه فلا أسفو أقتبس الآية. شرح ابن ميثم ٣ : ٢٩٦.