[ ٢٩٩ / ٣ ] حدّثنا (١) أبي رحمهالله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الحسن ابن علي الكوفي ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن سفيان بن عبد المؤمن الأنصاري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : أقبل رجل إلى أبي جعفر عليهالسلام وأنا حاضر ، فقال : رحمك الله ، اقبض هذه الخمسمائة درهم فضَعْها في موضعها (٢) ؛ فإنّها زكاة مالي ، فقال له أبو جعفر عليهالسلام : «بل خذها أنت فضَعْها في جيرانك والأيتام والمساكين ، وفي إخوانك من المسلمين ، إنّمايكون هذا إذا قام قائمنا (٣) فإنّه يقسّم بالسويّة ويعدل في خلق الرحمن ، البرّ منهم والفاجر ، فمن أطاعه فقد أطاع الله ، ومن عصاه فقد عصى الله ، فإنّما سُمّي المهديّ ؛ لأنّه يهدي لأمر خفي ، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غاربأنطاكية فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل ، وبين أهل الزبور بالزبور ، وبين أهل الفرقان بالفرقان (٤) ، وتجمع إليه أموال الدنيا كلّها ما في بطن الأرض وظهرها ، فيقول للناس : تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام ، وسفكتم فيه الدماء ، وركبتم فيه محارم الله ، فيعطي شيئاً لم يعط أحداً كان قبله».
قال : «وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هو رجل منّي اسمه كاسمي ، يحفظني (٥) الله فيه ، ويعمل بسُنّتي ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونوراً بعد ما تمتلئ ظلماً
__________________
(١) كلمة «حدّثنا» لم ترد في «ح ، ن ، ش ، س».
(٢) في «ن ، ج ، ل» : مواضعها.
(٣) في «س ، ح ، ع» زيادة : أهل البيت عليهمالسلام .
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : لعلّ المراد أنّه يلزم عليهم الحجّة من كتبهم متى يسلّموا ، أوابتداءً قبل الاستيلاء عليهم وإسلام جميعهم. (م ق ر رحمهالله ).
(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي يحفظ ديني واسمي وأمري بسببه عليهالسلام. (م ق ر رحمهالله ).