السهروردي في العوارف بإسناده إلى عبد الله بن الحسن رضي الله عنهما ولفظه : قال حين نزلت هذه الآية ( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم لعلي رضي الله تعالى عنه : سألت الله أن يجعلها اذنك يا علي. قال علي كرّم الله تعالى وجهه : فما نسيت شيئا بعده وما كان لي أن أنسى.
قال شيخ المشايخ في زمانه وواحد الأقران في علومه وعرفانه الشيخ زين الدين أبو بكر محمد بن محمد بن علي الخوافي قدس الله تعالى سرّه : فلذا اختص علي كرّم الله وجهه بمزيد العلم والحكمة حتى قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى وآله وبارك وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقال عمر : لو لا علي لهلك عمر ».
شهاب الدين أحمد ، قال بعد حديث مدينة العلم : « واعلم أن الباب سبب لزوال الحائل والمانع من الدخول إلى البيت ، فمن أراد الدخول وأتى البيوت من غير أبوابها شقّ وعسر عليه دخول البيت ، فهكذا من طلب العلم ولم يطلب ذلك من علي رضياللهعنه وبيانه ، فإنه لا يدرك المقصود ، فإنه رضياللهعنه كان صاحب علم وعقل وبيان ، وربّ من كان عالما ولا يقدر على البيان والإفصاح ، وكان علي رضياللهعنه مشهورا من بين الصحابة بذلك. فباب العلم وروايته واستنباطه من علي رضياللهعنه ، وهو كان بإجماع الصحابة مرجوعا إليه في علمه ، موثوقا بفتواه وحكمه ، والصحابة كلهم يراجعونه مهما أشكل عليهم ، ولا يسبقونه ، ومن هذا المعنى قال عمر : لو لا علي لهلك عمر. رضي الله تعالى عنهم ».
ابن الصباغ المالكي بعد نقل حكم الامام في الخنثى : « فانظر رحمك الله إلى استخراج أمير المؤمنين علي رضياللهعنه بنور علمه وثاقب فهمه ما أوضح به سبيل السداد ، وبيّن به طريق الرشاد ، وأظهر به جانب الذكورة على الأنوثة من مادة الإيجاد ، وحصلت له هذه المنة الكاملة والنعمة الشاملة بملاحظة النبي صلّى الله عليه وسلّم له ، وتربيته وحنّوه عليه وشفقته ، فاستعدّ لقبول الأنوار وتهيّأ لفيض العلوم والأسرار ، فصارت الحكمة من ألفاظه ملتقطة ، والعلوم الظاهرة والباطنة بفؤاده مرتبطة ، لم تزل بحار العلوم تنفجر من صدره ويطفو عبابها. حتى قال صلّى