أثر الجمهور ، وقوفنا إثرهم تأكيدا لعقد الولاء ، وتوثيقا لعرى الإخاء لكنها الأدلة تقطع على المؤمن وجهته ، وتحول بينه وبين ما يروم (١).
وأضاف بعد هذا يقول :
« وما أظن أحدا يجرأ على القول بتفضيلهم ـ أي أئمة المذاهب ـ في علم أو عمل على أئمتنا ، وهم أئمة العترة الطاهرة ، وسفن نجاة الأمة ، وباب حطتها ، وأمانها من الاختلاف في الدين ، وأعلام هدايتها ، وثقل رسول الله (ص) وقد قال (ص) :
فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، فانهم أعلم منكم ، لكنها السياسة ، وما أدراك ما اقتضت في صدر الاسلام.
وقد أيد شيخ الأزهر هذا الجانب المشرق من حديث الامام شرف الدين ، قال :
« بل قد يقال إن أئمتكم الاثني عشر أولى بالاتباع من الأئمة الأربعة لأن الاثني عشر كلهم على مذهب واحد قد محصوه وقرروه باجماعهم بخلاف الأربعة فان الاختلاف بينهم شائع في أبواب الفقه كلها ، فلا تحاط موارده ، ولا تضبط ، ومن المعلوم أن ما يمحصه الشخص الواحد ، لا يكافئ في الضبط ما يمحصه اثنا عشر إماما ، هذا كله مما لم تبق فيه وقفة لمنصف ، ولا وجهة لمتعسف » (٢).
ومن الطبيعي أن هذه الظاهرة التي تمسكت بها الشيعة ، وأعلنتها في جميع المجالات ليس فيها أي جانب من الغلو أو الافراط في الحب ،
__________________
(١) المراجعات ( ص ٤٠ ـ ٤١ )
(٢) المراجعات ( ص ٤٤ )