وبمضمون هذا الحديث وردت أحاديث كثيرة منها ما رواه أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود عن النبي (ص) أنه قال لأصحابه : « أنا فرطكم على الحوض ، ولأنازعن أقواما ثم لاغلبن عليهم فأقول : يا رب أصحابي ، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك » (١) وأخرج الترمذي عن النبي (ص) أنه قال : ويؤخذ من أصحابي برجال ذات اليمين ، وذات الشمال فأقول : يا رب أصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فانهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول : كما قال العبد الصالح : إن تعذبهم فانهم عبادك ... (٢).
إلى غير ذلك من الأخبار التي دلت على وجود المنحرفين من أصحاب النبي (ص) وإن الصحبة لا توجب العصمة من الخطأ ، والتحرج في الدين.
٢ ـ إن الامام (ع) أشار في حديث له مع جماعة من أعلام أصحابه إلى أن أكثر الأحاديث التي وردت في فضل بعض الصحابة كانت من الموضوعات أيام حكم معاوية فقد عهد إلى لجان الوضع بافتعال ذلك للحط من شأن العلويين ، وقد طلب أبان من الامام أن يسمي له بعض تلك الأخبار الموضوعة ، فقال (ع) : رووا
« إن سيدي كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر » (٣)
« إن عمر محدث ـ بصيغة المفعول أي تحدثه الملائكة ـ »
__________________
(١) مسند أحمد ٥ / ٢٣١
(٢) صحيح الترمذي ٢ / ٦٨
(٣) وضع الحديث لمعارضة الخبر المتواتر عن النبي (ص) في حق السبطين الحسن والحسين إنهما سيدا شباب أهل الجنة ، وقد سئل الامام الجواد (ع) عنه فقال : والله ليس في الجنة كهول بل كلهم شباب مرد.