وقد أثار هذا الشعر حفائظ القحطانيين ، وأجج نار الفتنة بينهم وبين المضريين وقد انبرى للدفاع عنهم دعبل الخزاعي ، وأكاد أعتقد أنه على اتّفاق مع الكميت في ذلك لتأجيج نار الفتنة بين القبائل واضعافها وقد كانت القصيدة التي رد بها على الكميت قد بلغت ستمائة بيت (١) ومما جاء فيها :
أفيقي من ملامك
يا ظغينا |
|
كفاك اللوم مر
الأربعينا |
ألم تحزنك أحداث
الليالي |
|
يشبن الذوائب
والقرونا |
أحي الغر من
سروات قومي |
|
لقد حييت عنا يا
مدينا |
فإن يك آل
إسرائيل منكم |
|
وكنتم بالاعاجم
فاخرينا |
فلا تنسى
الخنازير اللواتي |
|
مسخن مع القرود
الخاسئينا |
بأيلة والخليج
لهم رسوم |
|
وآثار قدمن وما
محينا |
وما طلب الكميت
طلاب وتر |
|
ولكنا لنصرتنا
هجينا |
لقد علمت نزار
أن قومي |
|
إلى نصر النبوة
فاخرينا |
وتتابع فخر النزارية على اليمينة ، وفخر اليمنية على النزارية حتى تخربت البلاد وثارت العصبية في البدو والحضر (٢).
وعلى أي حال فإن الطابع العام للأدب في ذلك العصر كان هو التفاخر والتنابز ولم يكن يمثل وعيا ولا جدا في الفكر ، ولا فيه دعوة إلى الخير وإنما فيه دعوة إلى ما يضر الناس.
__________________
(١) مروج الذهب ٢ / ١٩٧.
(٢) مروج الذهب ٢ / ١٩٧.