والشعر بل لجأ إلى وسائل كثيرة للدعاية منها التمثيل والمظاهرات والاشاعات (١).
وهو من أعلام الشيعة وسيف من سيوف آل رسول الله (ص) ولم يفجر المختار ثورته طمعا في الحكم ، وإنما لأخذ الثأر لآل النبي (ص) ويرى بعض المستشرقين ان المختار كان مخلصا في دعوته وانتصاره للشيعة كما ان حركته وما انطوت عليه من مساواة الموالي للعرب قد أتاحت للاسلام أن ينتشر فيما بعد بين الشعوب غير العربية (٢) وقد شكك ولها وزن فيما نسب إلى المختار من أنه إنما اتخذ المطالبة بدم الحسين وسيلة للظفر بالحكم (٣).
وقد اتهم هذا العملاق العظيم باتهامات رخيصة كادعاء النبوة وغيرها من النسب الباطلة التي هي بعيدة عنه ، وإنما اتهموه بذلك لأنه أخذ بثأر الامام العظيم أبي الأحرار (ع) وأسقط بثورته هيبة الحكم الأموي ، كما أنه ساوى بين العرب والموالي فلم يميز أحدا على أحد ، وقد رام أن يسلك في سياسته على ضوء سياسة الامام أمير المؤمنين (ع) ويقتدي بهديه في السياسة الاقتصادية ، والاجتماعية.
وكان على جانب كبير من التقوى والحريجة في الدين ويقول المؤرخون انه كان في أيام حكومته القصيرة الأمد يكثر من الصوم شكرا لله تعالى لأنه وفقه للأخذ بثأر العترة الطاهرة وإبادته للأرجاس من أتباع الأمويين
__________________
(١) المختار ( ص ٤٣ ).
(٢) دائرة المعارف الاسلامية ٣ / ٧٦٥ من الطبعة الفرنسية.
(٣) الخوارج والشيعة ( ص ٢٣٧ ).