محسنكم ، ولا يتجاوز عن مسيئكم ... » (١).
وخليق بهذا الانسان الممسوخ أن يخالف رسول الله (ص) ويشذ عن سيرته وسنته.
ب ـ ومن أبرز صفات هذا الطاغية سفكه للدماء ، يقول الدميري : « كان الحجاج لا يصبر عن سفك الدماء ، وكان يخبر عن نفسه أن أكبر لذاته اراقته للدماء ، وارتكاب امور لا يقدر عليها غيره » (٢) وقد بالغ في قتل الناس بغير حق ، فقد كان عدد من قتلهم صبرا ـ سوى من قتل في حروبه ـ مائة وعشرين ألفا (٣) وقيل مائة وثلاثون ألفا (٤) وقد أعترف رسميا بسفكه للدماء بغير حق يقول : « والله ما أعلم اليوم رجلا على ظهر الأرض هو أجرا على دم مني » (٥) وقد أنكر عليه عبد الملك اسرافه في ذلك إلا أنه لم يعن به (٦). وقد وضع سيفه في رقاب القراء والعباد لأنهم أيدوا ثورة ابن الأشعث ، ومن جملة من قتلهم سعيد بن جبير من علماء الكوفة وزهادها ، وأحد أعلام الشيعة في ذلك العصر ، ولما بلغ الحسن البصري قتله قال : والله لقد مات سعيد بن جبير يوم
__________________
(١) مروج الذهب ٣ / ٨٦.
(٢) حياة الحيوان للدميري ١ / ١٦٧.
(٣) تهذيب التهذيب ٢ / ٢١١ ، تيسير الوصول ٤ / ٣١ ، التنبيه والاشراف ( ص ٣١٨ ) معجم البلدان ٥ / ٣٤٩.
(٤) حياة الحيوان ١ / ١٧٠ ، تأريخ الطبري.
(٥) طبقات ابن سعد ٦ / ٦٦.
(٦) مروج الذهب ٣ / ٧٤.