وقلت له إنا لله ، وإنا إليه راجعون ، ذهب والله من كان يقول : قال رسول الله «ص» : فلا يسأل عمن بينه وبين رسول الله «ص» والله لا يرى مثله أبدا قال : وسكت الامام أبو عبد الله (ع) ساعة ، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم : قال الله تبارك وتعالى : إن من عبادي من يتصدق بشق من تمرة فاربيها له ، كما يربي أحدكم فلوه (١).
وخرج سالم وهو متبهر فالتفت إلى أصحابه قائلا : ما رأيت أعجب من هذا!! كنا نستعظم قول أبي جعفر عليهالسلام قال رسول الله «ص» بلا واسطة ، فقال لي أبو عبد الله عليهالسلام قال الله بلا واسطة (٢).
إن حديث الامام الصادق عليهالسلام مستمد من أحاديث آبائه الذين أخذوا علومهم من جدهم رسول الله (ص).
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن حياة الامام أبي جعفر عليهالسلام ، وقبل أن أطوي هذه الصفحة الأخيرة أود أن أؤكد ما أعلنته غير مرة من أن هذا الكتاب ـ على ما فيه من جهد وتتبع ـ لم يلم بحياة هذا الامام العظيم ، وإنما يلقي أضواء أو مؤشرات على بعض معالم شخصيته ، أما الاحاطة بها وتسجيل ما أثر عنه من العلوم وروائع الحكم والآداب فان ذلك ـ بصورة جازمة ـ يستدعي وضع موسوعة كبيرة ، وقبل أن أنصرف عن القراء أرى من الحق علي أن أشيد بالجهد المشرق لسماحة الحجة العلامة الكبير الأخ الشيخ هادي القرشي ، فله الفضل مشكورا على ملاحظاته العلمية القيمة في بحوث هذا الكتاب ، كما اشكر ولدنا
__________________
(١) الفلو بفتح الفاء ، وضم اللام وتشديد الواو ـ المهر الصغير ، والأنثى فلوة ، والجمع أفلاء.
(٢) أمالي الشيخ الطوسي [ ص ١٢٥ ].