ثلاثة من كن فيه استكمل الايمان بالله من إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، ومن إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق ، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له ... » وقد وعظه الامام بهذه الكلمات القيمة ، وأوصاه بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ، إلا أنه (ع) لم يذكر فيها ظلامة أهل البيت في فدك ، وغيرها.
ولما سمع عمر كلام الامام (ع) أمر بدواة وبياض ، وكتب بعد البسملة : « هذا ما رد عمر بن عبد العزيز ظلامة محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب بفدك ».
٢ ـ إنه لما ولي الخلافة أحضر قريشا ووجوه الناس ، فقال لهم : إن فدكا كانت بيد رسول الله (ص) ، فكان يضعها حيث أراه الله ، ثم وليها أبو بكر كذلك ، ثم عمر كذلك ، ثم اقطعها مروان (١) ثم انها صارت إلى ، ولم تكن من مالي أعود منها علي ، وإني أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت عليه في عهد رسول الله (ص) (٢).
وليس في هذه الرواية أنه ردها إلى العلويين ، وإنما وضعها حيث كان رسول الله (ص) يضعها ومن المعلوم أن رسول الله أقطعها إلى بضعته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) وتصرفت (ع) بها في حياة رسول الله (ص) ولكن القوم رغبوا في مصادرتها لمصالح سياسية دعتهم إلى ذلك.
٣ ـ إن عمر بن عبد العزيز لما أعلن رد فدك إلى العلويين نقم عليه بنو أمية فقالوا له : نقمت على الشيخين ـ يعني أبا بكر وعمر ـ فعلهما
__________________
(١) هكذا في الأصل والصحيح ثم اقطعها عثمان مروان.
(٢) تأريخ ابن الأثير ٤ / ١٦٤.