صار إلينا فتوارثناه من دون أهلنا .. » والتاع هشام ، فالتفت إلى الامام وهو غضبان قائلا :
« إن عليا كان يدري علم الغيب؟ والله لم يطلع على غيبه أحدا ، فمن أين ادعى ذلك؟ .. ».
وأجابه الامام (ع) بالواقع المشرق من جوانب حياة الامام أمير المؤمنين عليهالسلام قائلا :
« إن الله أنزل على نبيه كتابا بين دفتيه فيه ما كان ، وما يكون إلى يوم القيامة في قوله تعالى : ( وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) وفي قوله تعالى : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) وفي قوله تعالى : ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ) وفي قوله : « وما من آية في السماء والأرض آية إلا في كتاب مبين » وأوحى الله إلى نبيه أن لا يبقي في عيبة سره ، ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ، فأمره أن يؤلف القرآن من بعده ، ويتولى غسله وتحنيطه من دون قومه ، وقال لاصحابه : حرام على أصحابي وقومي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي ، فانه مني ، وأنا منه ، له ما لي ، وعليه ما علي ، وهو قاضي ديني ، ومنجز موعدي ، ثم قال لاصحابه : علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وعامه إلا عند علي ، ولذلك قال رسول الله (ص) : « أقضاكم علي » أي هو قاضيكم ، وقال عمر بن الخطاب : لو لا علي لهلك عمر ، يشهد له عمر ويجحده غيره .. ».
وأطرق هشام برأسه إلى الأرض ، ولم يجد منفذا يسلك فيه للرد على الامام ، فقال له :
« سل حاجتك .. ».