مثل رميك؟ .. ».
فقال أبو جعفر (ع) : « إنا لحن نتوارث الكمال ».
وثار الطاغية ، واحمر وجهه ، وهو يتميز من الغيظ. وأطرق برأسه إلى الأرض ، ثم رفع رأسه ، وراح يقول :
« ألسنا بنو عبد مناف نسبنا ونسبكم واحد؟ .. ».
ورد عليه الامام مزاعمه قائلا :
« نحن كذلك ، ولكن الله اختصنا من مكنون سره ، وخالص علمه بما لم يخص به أحدا غيرنا .. ».
وطفق هشام قائلا :
أليس الله بعث محمدا (ص) من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة أبيضها وأسودها وأحمرها ، فمن أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله مبعوث إلى الناس كافة ، وذلك قول الله عز وجل : ( وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) فمن أين ورثتم هذا العلم؟ وليس بعد محمد نبي ، ولا أنتم أنبياء .. ».
ورد عليه الامام ببالغ الحجة قائلا :
« من قوله تعالى لنبيه : ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) فالذي لم يحرك به لسانه لغيرنا أمره الله تعالى أن يخصنا به من دون غيرنا ، فلذلك كان يناجي أخاه عليا من دون أصحابه ، وأنزل الله به قرآنا في قوله : ( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) فقال رسول الله (ص) : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي ، فلذلك قال علي : علمني رسول الله (ص) ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب ، خصه به النبي (ص) من مكنون سره ، كما خص الله نبيه ، وعلمه ما لم يخص به أحدا من قومه ، حتى