ـ أنتم الذين تزعمون أنكم تذهبون إلى الجنة فتأكلون وتشربون ، ولا تحدثون؟!
ـ نعم.
ـ هات على هذا برهانا.
ـ نعم الجنين يأكل في بطن أمه من طعامها ، ويشرب من شرابها ، ولا يحدث.
ـ ألست زعمت أنك لست من علمائها؟
ـ قلت : لست من جهالها.
ـ اخبرني عن ساعة ليست من النهار ، ولا من الليل؟
ـ هذه ساعة من طلوع الشمس ، لا نعدها من ليلها ، ولا من نهارنا وفيها تفيق المرضى.
وبهر القسيس ، وراح يقول للامام :
ـ ألست زعمت أنك لست من علمائها.
ـ إنما قلت : لست من جهالها.
ـ والله لأسألنك عن مسألة ترتطم فيها.
ـ هات ما عندك.
ـ اخبرني عن رجلين ولدا في ساعة واحدة ، وماتا في ساعة واحدة؟
عاش أحدهما مائة وخمسين سنة ، وعاش الآخر خمسين سنة؟
ـ ذاك عزير وعزيرة ، عاش أحدهما خمسين عاما ، ثم أماته الله مائة عام ، فقيل له كم لبثت؟ قال : يوما أو بعض يوم ، وعاش الآخر مائة وخمسين عاما ، ثم ماتا جميعا.
وصاح القسيس بأصحابه ، والله لا أكلمكم ، ولا ترون لي وجها اثنى عشر شهرا (١) ، فقد توهم أنهم عمدوا إلى ادخال الامام أبي جعفر (ع)
__________________
(١) الدر النظيم ( ص ١٩٠ ) دلائل الامامة (١٠٦).