الجواب الثاني :
إنّنا لو تنزّلنا وقلنا إنّ إطلاقات هذه الطائفة من الروايات شاملة لظواهر الكتاب الكريم فإنها مع ذلك قاصرة عن إثبات الردع عن السيرة العقلائيّة باعتبار أنّ الردع لا بدّ أن يكون بمستوى تجذّر السيرة وتأصّلها في سلوك العقلاء ، ونحن لو قايسنا هذه الطائفة من الروايات مع مستوى ترسّخ هذه السيرة في جبلّة العقلاء وسلوكهم لوجدنا أنّه لا تناسب بينهما أصلا.
فمع أنّنا نجد العمل بما هو مقتضى الظهور هي الطريقة الوحيدة التي يستكشف العرف منها مرادات المتكلّم وأنّ سلوك غير هذه الطريقة يعدّ شذوذا وخروجا عمّا هو المألوف والمتعارف نجد أنّ هذه الروايات ليست من الوضوح بحيث يمكن التعويل عليها في إلغاء هذه السيرة المستحكمة.
وأمّا قصورها عن الردع عن السيرة المتشرّعيّة فلأنّه لو كان هذه الروايات متصديّة للردع لانعكس ذلك على سلوك المتشرعة في حين أنّنا لا نجد وسيلة أخرى عندهم لفهم النصوص القرآنيّة غير هذه الوسيلة ، ولو كانت هذه الروايات متصديّة للردع لأثّر ذلك ولو على بعض المتشرّعة والحال أنّنا لا نجد من ذلك عينا ولا أثرا مما يؤكّد أنّ إطلاقات هذه الروايات ـ لو تمت ـ مقيدة بالسيرة ، ولمزيد من البيان راجع ما ذكرناه في بحث حجيّة خبر الواحد في مقام الاستدلال على الحجيّة بالسيرة.
الجواب الثالث :
إنّ هناك مجموعة من الروايات يمكن التمسك بها لإثبات حجيّة ظواهر الكتاب وإذا تمّت دلالتها فهي صالحة لإسقاط الروايات النافية