إبطال مزاعمهم وإسقاط القناع عن وجوههم ، بالحكمة والموعظة الحسنة والمنطق السليم ، مما جعلهم يرجعون إلى سواء السبيل.
ومن إجاباته عليهالسلام لهم ، ما روي عن أبي جرير القمي ، قال : « قلت لأبي الحسن عليهالسلام : جعلت فداك ، قد عرفت انقطاعي إلى أبيك ثم إليك ، ثم حلفت له : وحق رسول الله عليهالسلام وحق فلان وفلان حتى انتهيت إليه بأنه لا يخرج مني ما تخبرني به إلى أحد من الناس ، وسألته عن أبيه أحي هو أو ميت ؟ فقال : قد والله مات. فقلت : جعلت فداك ، إن شيعتك يروون : أن فيه سنة أربعة أنبياء ، قال : قد ـ والله الذي لا إله إلّا هو ـ هلك. قلت : هلاك غيبة أو هلاك موت ؟ قال : هلاك موت ، فقلت : لعلك مني في تقية ؟ فقال : سبحان الله ! قلت : فأوصى إليك ؟ قال : نعم. قلت : فأشرك معك فيها أحداً ؟ قال : لا. قلت : فعليك من إخوتك إمام ؟ قال : لا. قلت : فأنت الإمام ؟ قال : نعم » (١). وكان نتيجة جهود الإمام الرضا والأئمة التالين له عليهمالسلام أن ثاب كبار أقطاب الواقفة إلى رشدهم ، واستبصروا إلى طريق الحق.
إنّ الجنة والنار في هذا الوقت مخلوقتان ، وبذلك جاءت الأخبار والآثار عن أهل البيت عليهمالسلام ، وقد خالف في هذا القول المعتزلة والخوارج وطائفة من الزيدية (٢) ، وتعرض الأئمة عليهمالسلام إلى تصحيح المقالات المخالفة
______________
(١) الكافي ١ : ٣٨٠ / ١.
(٢) أوائل المقالات : ١٢٤ / ١٣٤.