على ضوء ما تقدم مارس آل البيت عليهمالسلام التصحيح في هذا الاطار بكلمات منتزعة من ألفاظ الكتاب الكريم وسنة المصطفى صلىاللهعليهوآله ، محذرين من رواسب الشرك ومقولات أهل البدع والأوهام الباطلة المستندة إلى تقديرات العقول.
فمن كلام لأمير المؤمنين عليهالسلام وقد سأله ذعلب اليماني : « هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليهالسلام : أفأعبد ما لا أرى ؟ فقال : وكيف تراه ؟ فقال : لا تراه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان. قريب من الأشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مباين ، متكلّم لا بروّية ، مريد لا بهمّة ، صانع لا بجارحة ، لطيف لا يوصف بالخفاء ، كبير لا يوصف بالجفاء ، بصير لا يوصف بالحاسة ، رحيم لا يوصف بالرقة ، تعنو الوجوه لعظمته ، وتجب القلوب من مخافته » (١).
وعن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « قلت : جعلت فداك ، يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر ، ويبصر بغير الذي يسمع ؟ قال : فقال : كذبوا وألحدوا ، وشبّهوا ، تعالى الله عن ذلك ، إنه سميع بصير ، يسمع بما يبصر ، ويبصر بما يسمع.
قال : قلت : يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه. قال : فقال : تعالى الله ، إنما يعقل ما كان بصفة المخلوق ، وليس الله كذلك » (٢).
______________
(١) نهج البلاغة : ٢٥٨ ـ الخطبة ١٧٩.
(٢) الكافي ١ : ١٠٨ / ١.