المبحث الثاني
ثورة الحسين عليهالسلام
إنّ تاريخ الإسلام الجهادي قد تضمّن معركتين فاصلتين ؛ الاُولى كانت على التنزيل ، وكان قائدها النبي المصطفى محمّد صلىاللهعليهوآله ، وقد واجه فيها أعتى الكفار والمشركين ، فضرب خراطيمهم حتّى قالوا : لا إله إلّا الله. والمعركة الفاصلة الثانية كانت على التأويل وقائدها أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، وقد نازل فيها الناكثين والمارقين والقاسطين ، فبقر الباطل حتّى أخرج الحق من خاصرته ، وفقأ عين الفتنة ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيره عليهالسلام.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين عليهالسلام : « ياعلي ، تقاتل على التأويل ، كما قاتلت على التنزيل » (١).
ووقعة الطفّ تعدّ المعركة الفاصلة الثالثة في تاريخ الإسلام الجهادي ، وكان بطلها الإمام الحسين بن عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام ، وابن بضعة المصطفى صلىاللهعليهوآله الزهراء عليهاالسلام ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، وثالث أئمة المسلمين بعد أبيه وأخيه الحسن ، وخامس أهل الكساء الذين اختارهم الله تعالى
______________
(١) أمالي الطوسي : ٣٥١ / ٧٢٦ ، شرح النهج لابن أبي الحديد ٢ : ٢٧٧ ، و ٣ : ٢٠٧ و ١٤ : ٤٣ ، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ٢ : ٦٣٧ / ١٠٨٣.