« واعلم أنّ الرعية طبقات لا يصلح بعضها إلّا ببعض ، ولا غنى ببعضها عن بعض ؛ فمنها جنود الله ، ومنها كتاب العامة والخاصة ، ومنها قضاة العدل ، ومنها عمال الإنصاف والرفق ، ومنها أهل الجزية والخراج من أهل الذمة ومسلمة الناس ، ومنها التجار وأهل الصناعات ، ومنها الطبقة السفلى من ذوي الحاجة والمسكنة ، وكلّاً قد سمّى الله سهمه ، ووضع على حدة فريضته في كتابه أو سنّة نبيه صلىاللهعليهوآله عهداً منه عندنا محفوظاً » (١).
ويمكن أن نتأمله فيما يلي :
عمل أمير المؤمنين عليهالسلام على إقامة معالم الدين وإظهار الإصلاح وإقامة الحدود على ضوء الكتاب الكريم وهدي السنّة المباركة.
قال عليهالسلام : « اللهمّ إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ، ولا التماس شيء من فضول الحطام ، ولكن لنردّ المعالم من دينك ، ونظهر الإصلاح في بلادك ، فيأمن المظلومون من عبادك ، وتُقام المعطّلة من حدودك... » (٢).
ومن خطبة له عليهالسلام قال : « إنه ليس على الإمام إلّا ما حمل من أمر ربه ؛ الإبلاغ في الموعظة ، والاجتهاد في النصيحة ، والإحياء للسنة ، وإقامة
______________
(١) نهج البلاغة : ٤٣١ ـ الكتاب ٥٢.
(٢) نهج البلاغة : ١٨٩ ـ الخطبة ١٣١.