عمر.
فقال عليهالسلام : وهذا محال أيضاً ، إنّ الله تعالى يقول : ( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (١) فأخبر سبحانه أنه لا يعذّب أحداً مادام فيهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وما داموا يستغفرون الله تعالى » (٢).
لأهل البيت عليهمالسلام كلمة واحدة ، وهي أن الخبر الذي جاء به أبو بكر ونسبه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله واستحوذ به على فدك ، لا أصل له ولا واقع ، فهو محض افتراء ليس إلّا.
وقد ثبت عن الزهراء عليهاالسلام أنها ردّت ذلك الخبر مستندة إلى ظاهر الكتاب وصحيح السنة.
وفي هذا تقول عائشة : « إنّ الناس اختلفوا في ميراث رسول الله ، فما وجدوا عند أحدٍ من ذلك علماً ، فقال أبو بكر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة » (٣).
وإنما روى أبو بكر هذا الحديث لمّا أجمع على منع فاطمة الزهراء عليهاالسلام فدك ، وصرف عاملها منها ، فلاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لُمّةٍ من حفدتها ونساء قومها ، تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فدخلت عليه وهو في حشدٍ من
______________
(١) سورة الأنفال : ٨ / ٣٣.
(٢) الاحتجاج / الطبرسي ٢ : ٢٤٥.
(٣) الصواعق المحرقة : ٣٤ ، كنز العمال ٧ : ٢٢٦.