في هذا السياق ، لوضعها في مسارها الصحيح.
عن أبي الصلت الهروي ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، قال : « قلت له : يابن رسول الله ، فأخبرني عن الجنة والنار ، أهما اليوم مخلوقان ؟ قال : نعم. وإن رسول الله صلىاللهعليهوآله قد دخل الجنة ورأى النار لما عرج به إلى السماء. قال : فقلت له : إنّ قوماً يقولون : انهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين ؟ فقال : ما اُولئك منا ولا نحن منهم ، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذّب النبي صلىاللهعليهوآله وكذّبنا ، وليس من ولايتنا على شيء ، ويخلد في نار جهنم. قال الله عزّوجلّ : ( هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ) (١) ، وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : لما عُرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل عليهالسلام فأدخلني الجنّة ، فناولني من رطبها فأكلته ، فتحوّل ذلك نطفةً في صلبي ، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، ففاطمة حوراء إنسيّة ، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة » (٢).
إنّ أهل البيت عليهمالسلام هم شمس الهداية لهذه الأمة وسفن نجاتها ، يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : « انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم واتَّبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردى » (٣).
وهذا نوع من التصحيح لمّا كان سائداً من أتباع غير من أمر الله
______________
(١) سورة الرحمن : ٥٥ / ٤٣ ـ ٤٤.
(٢) التوحيد : ١١٧ / ٢١ ، عيون أخبار الرضا ١ : ١١٥ / ٣.
(٣) نهج البلاغة ، خطبة ٩٧.