يُوصف بمكانٍ ، ولا تُدْركه الأبصار والأوهام » (١).
لعلّ من أبرز معالم التصحيح في ميدان الحديث الشريف ، هو الانفتاح الواسع على تدوين الحديث حيث لم يُمنع في مدرسة أهل البيت عليهمالسلام منذ فجر الإسلام حتى آخر عهد صدور الحديث عنهم عليهمالسلام ، أي في آخر الغيبة الصغرى للإمام المهدي عليهالسلام وذلك ( سنة / ٣٢٩ ه ) ، وقد دأبوا عليهمالسلام على حثّ أصحابهم كي يباشروا الكتابة ويقيدوا العلم ، ودعوهم إلى الحفاظ على مدوّناتهم الحديثية ، كما تركوا آثاراً في الحديث لا يزال بعضها ماثلاً إلى اليوم ، وفي المقابل تجد أن سلطة الخلافة تدعو إلى حظر تدوين الحديث الشريف منذ رحيل المصطفى صلىاللهعليهوآله إلى زمان عمر بن عبد العزيز ، ومن أحاديث أهل البيت عليهمالسلام التي تدعو إلى تقييد العلم وكتابته ، ما رواه الحارث ، عن عليّ عليهالسلام قال : « قيّدوا العلم ، قيّدوا العلم » (٢).
وعن حبيب بن جري ، قال : قال علي عليهالسلام : « قيّدوا العلم بالكتاب » (٣).
وعن المفضل بن عمر ، قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : « اكتب وبثّ علمك في إخوانك ، فإن مت فأورث كتبك بنيك ، فإنّه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلّا بكتبهم » (٤).
______________
(١) التّوحيد : ١١٧ / ٢١ ، الاحتجاج : ٤٠٨.
(٢) تقييد العلم / الخطيب البغدادي : ٨٩.
(٣) تقييد العلم : ٩٠.
(٤) الكافي ١ : ٥٢ / ١١.