ومما يعنى ببيان معاني مفردات الحديث ما رواه سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه سئل عن قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : « أعوذ بك من شرّ السامة والهامة والعامة واللامة. فقال : السامة : القرابة ، والهامة : هوام الأرض ، واللامة : لمم الشياطين ، والعامة : عامة الناس » (١).
ونجد أن من الحديث ما يؤدي عند بعض الجامدين على الظواهر إلى انحراف في العقيدة ، إذا لم يصلهم معناه ، ومن ذلك ما رواه عبدالسّلام بن صالح الهروي ، قال : قلت لعليّ بن موسى الرّضا عليهالسلام : « يابن رسول الله ، ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث : أنّ الموءمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة ؟
فقال عليهالسلام : يا أبا الصّلت ، إنّ الله تبارك وتعالى فضّل نبيّه محمّداً صلىاللهعليهوآله على جميع خلقه من النبيّين والملائكة ، وجعل طاعته طاعته ، ومتابعته متابعته ، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته ، وقال عزّوجلّ : ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ) (٢) ، وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) (٣).
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله. ودرجة النبي صلىاللهعليهوآله في الجنّة أرفع الدرجات ، فمن زاره إلى درجته في الجنّة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى ـ إلى أن قال : ـ يا أبا الصّلت ، إنّ الله تبارك وتعالى لا
______________
(١) معاني الأخبار : ١٧٣ ، بحار الأنوار ٩٥ : ١٤١.
(٢) سورة النِّساء : ٤ / ٨٠.
(٣) سورة الفتح : ٤٨ / ١٠.