كان هشام بن الحكم واحداً من الذين سألوا الإمام الصادق عليهالسلام عن مئات المسائل الكلامية ، وقد تعرض الإمام عليهالسلام خلال أجوبته للوضع الفكري السائد آنذاك بالتقويم والتصحيح ، قال هشام بن الحكم : « سألت أبا عبد الله عليهالسلام بمنى عن خمس مئة حرف من الكلام ، فأقبلت أقول : يقولون كذا وكذا ، قال : فيقول : قل كذا وكذا ، قلت : جعلت فداك ، هذا الحلال وهذا الحرام ، أعلم أنك صاحبه ، وأنك أعلم الناس به ، وهذا هو الكلام. فقال لي : ويك يا هشام ! لا يحتجّ الله تبارك وتعالى على خلقه بحجة لا يكون عنده كلّ ما يحتاجون إليه » (١).
لدينا هنا نموذجان جديران بالأهمية ، لما فيهما من استعراض لأصول الاعتقاد والفرائض الواجبة في الإسلام ، تولى التصحيح في أحدهما الإمام الصادق عليهالسلام ، وفي الآخر الإمام الهادي عليهالسلام.
١ ـ عن عمرو بن حريث قال : « دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد... فقلت له : جعلت فداك ، ألا أقصّ عليك ديني ؟ فقال : بلى ، قلت : أدين الله بشهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ،
______________
(١) الكافي ١ : ٢٦٢ / ٥.