الفصل الثاني
معالم التصحيح في العقائد
أولى أئمّة أهل البيت عليهمالسلام مسألة التصحيح العقائدي أهمية فائقة ؛ لأنّ العقيدة أساس الدين في كلّ تشريع ، وهي المقصود الأول من مقاصد الإصلاح الديني ، فسعوا إلى تخليص أصول الاعتقاد من الاتجاهات المدمّرة للفكر والعقيدة ، وتبنّوا إصلاح ما ضلّ من العقائد والمفاهيم والأفكار ، وما فسد من الأعمال ، وكشفوا عن جنايات المحرّفين والمبدّلين ، وسعوا إلى إعادة التوحيد إلى اُصوله الخالصة من تضليل المجبرة والمرجئة والمعطلة وغيرها من الفرق التي نشأ أغلبها في أحشاء السياسة ، وأرشدوا الضالين إلى ينابيعه الصافية ، وردّوا العقول الضالة إلى رشدها ، فلم يدعوا حجة لمحتجّ ، ولا معذرة لمعتذر. وفي كتاب ( التوحيد ) للشيخ الصدوق ، وكتاب التوحيد من ( اصول الكافي ) المزيد من الأمثلة حول الاصلاح العقائدي الذي مارسه أئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
وقبل الوقوف في أهم محطات التصحيح في الاتجاه العقائدي ، لابدّ أولاً من الاشارة إلى دورهم عليهمالسلام في تربية أصحابهم عقائدياً ضمن اتجاهين :