مقدمة المركز
الحمد لله ربّ العالمين ، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على نبيّه الأمين محمّد المصطفى وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين.
إنّ حفظ معالم الدين وصيانة أغراضه وحفظ مقاصده وتحقيق أهدافه إنّما هو في واقعه لخدمة الإنسان والارتقاء به إلى درجات الكمال. وبهذا يبنى المجتمع الإسلامي الأمثل.
ومن غير شكّ إنّ هذا لا يناط للقراءات المتعدّدة ولو توفّر أصحابها على بعض الكفاءات العلمية والقدرات العقلية في تحليل مفاهيم الشريعة ، ولا للاجتهادات القائمة على أسس استنباطية لم تحظَ بإمضاء الشريعة وتأييدها ، ولو كان أهلها على قدر عالٍ من النظر والاستنباط ، إذ لا يُؤْمَن عليها من ضغط العوامل الذاتية والخارجية ـ سياسية كانت أو اجتماعية ـ من أن توجّه عملية الاستنباط باتّجاه يبتعد عن روح الشريعة ومضمونها ، ويتقاطع مع أهداف الدين وجوهره سواء كان ذلك على صعيد أحكامه أو مفاهيمه أو معارفه.
وليست الشريعة الإسلامية ـ كشريعة ذات أحكام ومفاهيم ومعارف ـ بمصونة في ذاتها من التعرض لتحريف المبطلين ولاجتهادات الخاطئين ، تلك الظاهرة التي لازمت الفكر البشري على الدوام ووقعت في الأديان السّابقة.
ومن هنا تتجلى الأهمية الخاصّة ، والضرورة الأكيدة لوجود أئمّة المسلمين الذين جعلهم الرسول صلىاللهعليهوآله عِدلاً للكتاب العزيز وقرنهم به ، وأمر الناس باتّباع أقوالهم والتمسّك بهم وركوب سفينتهم مع تصريحه صلىاللهعليهوآله بأنّهم إثنا عشر كنقباء بني إسرائيل ، وإن الأرض لا تخلو منهم طرفة عين ، وأنّ كلّ من مات ولم يعرف إمام زمانه منهم مات ميتة جاهلية.
وهل هم إلّا أهل بيته الذين اصطفاهم الله وطهّرهم بمحكم كتابه ؟
إنّ معرفة الأئمّة عليهمالسلام
لا شكّ تقودنا إلى العلم بسخافة الآراء والاستنباطات الظنّية والاجتهادات المعاصرة لهم والتي زخر بها التراث الإسلامي ، ولا زال الكثير