قال ابن أبي الحديد مبيّناً أثر أمير المؤمنين عليهالسلام في نشأة بعض العلوم : « ومن العلوم : علم النحو والعربية ، وقد علم الناس كافة أنه هو الذي ابتدعه وأنشأه ، وأملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأُصوله ، من جملته : الكلام كلّه ثلاثة أشياء : اسم وفعل وحرف. ومن جملتها : تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة ، وتقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع والنصب والجرّ والجزم. وهذا يكاد يلحق بالمعجزات ، لأنّ القوة البشرية لا تفي بهذا الحصر ، ولا تنهض بهذا الاستنباط » (١).
وقد سُئل أبو الأسود : « من أين لك هذا العلم ؟ فقال : لقّنت حدوده من علي بن أبي طالب عليهالسلام » (٢).
وأخذ الدارسون عن أبي الأسود أُصول قواعد العربية ، فكانت الأساس الأوّل الذي أُقيم عليه صرح الدراسات اللغوية والأدبية ، حيث دوّنت أصول اللغة والنحو والصرف بعد استقراء كلام العرب ودراسة مختلف أساليبه.
عن جميل بن دراج قال : « قال أبو عبد الله عليهالسلام : أعربوا حديثنا ، فإنا قوم فصحاء » (٣).
______________
(١) شرح ابن أبي الحديد ١ : ٢٠.
(٢) وفيّات الأعيان ٢ : ٥٣٧ ، مرآة الجنان / اليافعي ١ : ١٦٢ ، الإصابة ٢ : ٢٤٢.
(٣) الكافي ١ : ٥٢ / ١٣.