وَجْهَهُ ) (١) فقال : « ما يقولون فيه ؟ قلت : يقولون : يهلك كل شيء إلّا وجه الله. فقال : سبحان الله ! لقد قالوا قولاً عظيماً ، إنّما عنى بذلك وجه الله الذي يؤتى منه » (٢).
وعن وهب بن وهب القرشي ، عن الإمام الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام : « إنّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّ عليهاالسلام يسألونه عن ( الصَّمَدُ ) فكتب إليهم : بسم الله الرَّحمٰن الرَّحيم ، أمّا بعد ، فلا تخوضوا في القرآن ، ولا تجادلوا فيه بغير علم ، فقد سمعت جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النّار ، وإنَّ الله سبحانه فسّر الصمد ، فقال : ( اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ ) ثمّ فسّره ، فقال : ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) » (٣).
فهو عليهالسلام هنا يحث على عدم الخوض بالتفسير بغير علم ، ويعتمد اسلوب تفسير القرآن بالقرآن لشرح كلمة الصمد.
أشار أئمة أهل البيت عليهمالسلام في كثير من مواضع التفسير إلى تفاصيل بعض الأحكام وعلل بعض الشرائع ومعاني بعض الأخبار المتعلقة بالفقه ، بما يخالف ما درج عليه أهل الفقه في زمانهم ، محاولين وضع تلك الآيات في موردها الشرعي الصحيح المستند إلى الكتاب والسنة ومن
______________
(١) سورة القصص : ٢٨ / ٨٨.
(٢) الكافي ١ : ١٤٣ / ١.
(٣) التّوحيد : ٩٠ / ٥ ، والآيات من سورة الإخلاص : ١١٢ / ٣ ـ ٤.