يازرارة ، إياك وأصحاب القياس في الدين ، فانهم تركوا علم ما وكلوا به وتكلفوا ما قد كفوه ، يتأوّلون الأخبار ويكذبون على الله عزّوجلّ ، وكأني بالرجل منهم ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه ، وينادى من خلفه فيجيب من بين يديه ، قد تاهوا وتحيروا في الأرض والدين » (١).
وعن ابن أبى عمير ، عن غير واحد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « لعن الله أصحاب القياس ، فانهم غيّروا كتاب الله وسنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، واتهموا الصادقين في دين الله » (٢).
وعدّ أهل البيت عليهمالسلام اتباع الرأي والاستحسانات الذاتية في الأحكام نوعاً من الابتداع في الدين ، وترك الكتاب والسنة ضلال وكفر ، لأن أحكام الشريعة بمفاهيمها الكلية لا تضيق عن مصالح العباد ، ولا تقصر عن حاجاتهم ، وهي مسايرة لمختلف الأزمنة والأمكنة والبيئات والأحوال. قال الإمام أبو الحسن الكاظم عليهالسلام ليونس بن عبدالرحمن : « يايونس ، لا تكونن مبتدعاً ، من نظر برأيه هلك ، ومن ترك أهل بيت نبيه ضلّ ، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر » (٣).
مناظرة الفقهاء وهدايتهم :
للإمام الصادق عليهالسلام جملة مناظرات مع أصحاب القياس والرأي كأبي حنيفة وابن أبي ليلى وعبد الله بن شبرمة ، وللإمام الكاظم عليهالسلام مناظرات
______________
(١) أمالي المفيد : ٥١ / ١٢ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ٥٩ / ٣٣١٩٣.
(٢) أمالي المفيد : ٥٢ / ١٣ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ٥٩ / ٣٣١٩٤.
(٣) الكافي ١ : ٥٦.